كان عيسى محمد المخيزيم من سراة أهل الكويت وأغنيائهم عاصر الشيخ جابر العبدالله (جابر العيش) وهو من أجداد عائلة المخيزيم وينتمي إلى قبيلة سبيع من الاعز من بني عمر من هذه القبيلة وكان ممن اشتهر عنهم أعمال البر وفعل الخير ، ففي عام 1264 هجري – قام بعتق عبيدة ومواليه جميعا لوجه الله بوصية مكتوبة وهي من السنين التي سبقت حدوث المجاعة المعروفة بسنة "الهيلك" وأوصى بأن يعاملون معاملة الأحرار وأن يأكل في بيته كل من يريد ان يجلس منهم ، وأوصى بهم إبنه سليمان (مرفق صورة من الوصية) ، أما في سنة المجاعة التي حدثت ما بين 1285 هجري وسنة 1290 هجري تقريبا والتي امتدت من أرض الرافدين إلى الجزيرة العربية وبلاد فارس وقد سميت بعام الهيلك لاعداد الفقراء الذين نزحوا إلى الكويت وهي كلمة عربية - عجمت - فهي عام الخلق الكثير وحرفت الخاء إلى الهاء والقاف إلى الكاف كعادة أهل فارس ، وبحلول هذه المجاعة قام أهل الكويت كعادتهم صغيرهم وكبيرهم بتقديم المساعدات، وقد اشتهر من أولئك في تلك الفترة يوسف البدر ويوسف الصبيح وعبداللطيف العتيقي وسالم بن سلطان وآل الابراهيم وعيسى بن محمد المخيزيم ، وقد توجه يوسف الصبيح ويوسف البدر وعيسى المخيزيم لبذل الطعام للنازحين إلى الكويت وقام عيسى المخيزيم بفتح بيوت بالبصرة وبر فارس مع اخوانه من تجار الكويت في تلك المناطق واعتنوا كثيراً في أهل العراق فما كان من الشاعر العراقي عبدالغفار الأخرس إلا أن يوجه رسالة شكر إلى عيسى محمد المخيزيم وجميع أهل الكويت وخص بالذكر في القصيدة يوسف الصبيح ويوسف البدر وسالم بن سلطان .
وهذه القصيدة :
يا ابن المخيزيم وافتنا رسائلكم مشحونة بضروب الفضل والأدب
جائت بأعذب ألفاظ منظمة حتى لقد خلتها ضربا من الضرب
زهت بأوصاف من تعنيه وابتهجت كما زهت كأسه الصبهاء بالحبب
عللتمونا بكتب منكم وردت وربما نفع التعليل بالكتب
فيها من الشوق أضعاف مضاعفة تطوي جوانح مشتاق على لهب
وربما عرضت باللطف واعترضت دعابة هي بين الجد واللعب
قضيت من حسن ما ابتدعته عجبا وانت تقضي على الاحسان بالعجب
أما النقيبان أعلى الله قدرهما في الخافقين ونالا أرفع الرتب
الطاهران النجيبان اللذان هما من خير أم زكت أعراقها واب
دام السعيدُ لديكم في سعادته وسالم [1] سالماً من حادث النوب
أن الكويت حماها الله قد بلغت باليوسفين مكان السبعة الشهب
تالله ما سَمِعت أُذني ولا بصرت عيني بعزهما في سائر العرب
فيوسف بن صبيح طيب عنصرُه أذكى من المسك أن يعبق وأن يَطِبِ
ويوسف البدر في سعد وفي شرف بدر الأماجد لم يغرب ولم يغبِ
فخر الأكارم والأمجاد قاطبة وآفة الفضة البيضاء والذهب
فلولا أمور أعاقتنا عوائقها جئنا إليكم ولو حبواً على الركب
والصور أعلاه توضح الوصية المكتوبة من عيسى بن محمد المخيزيم على يد قاضي الكويت في تلك الفترة عبدالله بن محمد العدساني وبشهود أحمد محمد سالم العتيقي ومحمد عبدالله الفارس .
وهذه القصيدة :
يا ابن المخيزيم وافتنا رسائلكم مشحونة بضروب الفضل والأدب
جائت بأعذب ألفاظ منظمة حتى لقد خلتها ضربا من الضرب
زهت بأوصاف من تعنيه وابتهجت كما زهت كأسه الصبهاء بالحبب
عللتمونا بكتب منكم وردت وربما نفع التعليل بالكتب
فيها من الشوق أضعاف مضاعفة تطوي جوانح مشتاق على لهب
وربما عرضت باللطف واعترضت دعابة هي بين الجد واللعب
قضيت من حسن ما ابتدعته عجبا وانت تقضي على الاحسان بالعجب
أما النقيبان أعلى الله قدرهما في الخافقين ونالا أرفع الرتب
الطاهران النجيبان اللذان هما من خير أم زكت أعراقها واب
دام السعيدُ لديكم في سعادته وسالم [1] سالماً من حادث النوب
أن الكويت حماها الله قد بلغت باليوسفين مكان السبعة الشهب
تالله ما سَمِعت أُذني ولا بصرت عيني بعزهما في سائر العرب
فيوسف بن صبيح طيب عنصرُه أذكى من المسك أن يعبق وأن يَطِبِ
ويوسف البدر في سعد وفي شرف بدر الأماجد لم يغرب ولم يغبِ
فخر الأكارم والأمجاد قاطبة وآفة الفضة البيضاء والذهب
فلولا أمور أعاقتنا عوائقها جئنا إليكم ولو حبواً على الركب
والصور أعلاه توضح الوصية المكتوبة من عيسى بن محمد المخيزيم على يد قاضي الكويت في تلك الفترة عبدالله بن محمد العدساني وبشهود أحمد محمد سالم العتيقي ومحمد عبدالله الفارس .
وفي ما يلي نص الوثيقة أعلاه ( الوصية ):
بسم الله الرحمن الرحيمصح لدي ما ذكر لديوأنا العبد الفاني عبدالله بن محمد العدسانيالحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعدههذا ما أوصى به الرجل البالغ العاقل الحر الرشيد عيسى ابن محمد بن مخيزيم في حال صحته وثبوته وكمال عقله بأنه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأنه رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبالمؤمنين إخوانا، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن الموت حق، وأن البعث حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأوصى من خلّف من أهله وجيرانه أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم ويطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين، وأوصاهم بما أوصى به ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وأنتم مسلمون، وأوصى بأن وكيله على ابنته منيرة وثلث ماله ابنه سليمان، وأوصى بأن عبيده بأجمعهم أحرار لوجه الله تعالى، فمن أراد منهم ان يقعد عند ابنه سليمان فليفعل، ومن أراد ان يظهر عنه فلا يمنعه ويعطيه من ثلثه كما يعطون سائر المعتقين عند اعتاقهم، وأوصى ابنه المذكور بالمحافظة له في أعمال البر في الأوقات الفضيلة وعدم الغفلة عن ذلك، وأوصاه بسعة الصدر على أخته ومن تحت يده من العبيدين والرفق، وأن لا يكلفهم مالا يطيقون والله سبحانه وتعالى المستعان على كل أمر مهم والموفق، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.جرا وحُرر في اليوم الخامس من شهر ربيع الأول من سنة 1264هـتحقق وشهد به العاقل محمدابن عبدالله بن فارس أشهد على ذلك
وأنا الفقير إلى الله أحمد بن محمد بن سالم العتيقي
[1] لم يتم التعرف على سالم بن سلطان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق